ماذا لو تبنت وزارة الثقافة والإعلام بناء دور للسينما والمسارح في المملكة..!
أرجو من القراء سريعي الغضب والتأثر أو الانفعال أن لا ينفعلوا قبل استكمال قراءة الزاوية، وعندما أقول هذا الكلام فإنني أعني الأخوة الأفاضل من المعارضين للفكرة على اختلاف مشاربهم سواء أكانوا من الملتزمين وأهل العلم والحسبة الغيورين على الدين، الذين لا يشك أحد في حرصهم على المصلحة العامة المنبثقة من منطلق أن درء المفسدة أجدى من جلب المنفعة، أو حتى من غيرهم، ولكني على يقين أنهم أو غالبيتهم سيوافقونني الرأي فيما تساءلت عنه في مقدمة هذه الزاوية، ذلك أن بناء دور للسينما تعرض فيها الأفلام المنتقاة، أو حتى مسارح تعرض فيها المسرحيات السعودية وغيرها، والخاضعة لمقص الرقيب الديني قبل أي مقص آخر هو في الواقع جلب لمنفعة بريئة واضحة ودرء لمفسدة دنيئة فاضحة، فما القنوات الفضائية الهائجة المائجة بكل مستهجن من الصوت والصورة، ولا أشرطة الفيديو الموصوفة بالعراء والمتداولة بالخفاء إلا أدهى وأمر.
إن فتح الملف المغلق للفكرة وتبني الوزارة لمثل هذا العمل مع وضع ضوابط محددة ومقننة لذلك، تماماً مثلما يحدث في قنواتنا السعودية المحلية لهو أجدى وأنفع مما هو حاصل حالياً، بل ربما يقلل تدريجياً من تسمر الشباب خلف شاشات التلفزة الفضائية التي امتلأت بالغث دون السمين من المنظور وبالتافه دون الرصين من المنثور، ثم إن هذه الدور يمكن أن تستغل في مسرحيات هادفة للصغار والكبار.
إن أساليب التربية الحديثة تقتضي منح الأبناء الثقة مع مراقبتهم ولو بطريقة غير مباشرة، كما أن التخلص من أي عادة سيئة يعتمد في الأصل على استبدالها بعادة أخرى أفضل منها، ومن إيجابيات ذلك أنه يمكن مراقبة دور العرض العامة بسهولة، بينما تصعب مراقبة دور العرض الخاصة المتمثلة في قنوات المنازل، ومن هذا المنطلق فإنني أدعو مجلس الشورى الموقر للنظر في إمكانية تبني الوزارة لهذا الموضوع بعد وضع الضوابط التي تضمن عدم عرض ما يتنافى مع قيمنا وعقيدتنا وأخلاقنا والله من وراء القصد.
محمد بن سعد بن عبدالله العجلان
شاعر