:: بلـدة رغبــة ::

:bsm:

الموقع :
تقع بلدة رغبة في المملكة العربية السعودية شمال غرب مدينة الرياض بحوالي 130 كيلو متر تقع في إقليم المحمل الواقع شمال مدينة الرياض يحدها من الشمال إقليم الوشم ومن الغرب إقليم سدير ومن الجنوب مراكز الشعيب وهو شبيه بالإقليم ومن الغرب إقليم الشمال لضرما وما جاورها تتميز البلدة بالموقع الإستراتيجي كما تتميز بالصحاري العاشبة في وقت الأمطار النشاط السائد في البلدة الرعي وتليه الزراعة لا يوجد فيها دوئر حكومية وإنما تابعة لمحافظة ثادق.

الجانب الجغرافي:
تتميز رغبه بتعدد تضاريسها الجغرافيه فهناك سلسلة جبال طويق تمر بها ومن أهم جبالها (خشم الحصان) كذلك هناك (الشعبان) المليئة بأشجار الطلح وهناك النفود الذي يرتاده المتنزهين مع (ريضان)البلده المشهوره كروضه الكثير، روضه ام شقوق، روضه البردان وغيرها.

الجانب التاريخي:
قال إبراهيم بن عيسى عندما ذكر أحداث سنة 1079هـ : “أرخص الله الأسعار وكثرت الأمطار وأخصبت الأرض وسمى أهل نجد هذه السنة (دلهام رجعان صلهام) وفي هذه السنة بنى أهل رغبة بلادهم الأولى”. وباستعراض اقوال المؤرخين ومن بينهم ابن ربيعة وابن بشر والفاخري يتبين لنا ان البلدة تم تاسيسها عام ١٠٧٩ هــ أو عام ١٠٨٠ هــ ،والرواة من اهل البلدة يرون ان البلدة وجدت قبل هذا التاريخ بسنين طويلة.و هو الصواب لأنّ البلدة تعدد موقعها عدة مرات فقد بنيت قبل ذلك في الجرف الأبيض و في النقيات و المنيزلة و البليدة و البلاد السفلى ثم الحزم الذي كان في عام 1079ه, و قد نص على قدمها مقبل بن عبد العزيز آل ذكير و الأديب بن خميس, و هو المفهوم من قول العنقري في مخطوطة ابن زاحم البقمي, و الأستاذ: ناصر الحميضي.

يحيط ببلدة رغبة الكثير من المدن والقرى التي تشكل حدودها الجغرافية وذلك على النحو التالي :

من الشمال : ثادق
ومن الجنوب : العويند والبرة .
ومن الشرق : حريملاء .
ومن الغرب : ثرمداء والقصب

أما الحدود الطبيعية لبلدة رغبة فتتمثل في :

جبل الغرابة في الشمال
وجبل عريض في الجنوب
وسلسلة جبال طويق في الشرق
ونفود رغبة في الغرب والشمال.

قال عبدالرحمن بن محمد بن علي آل سحيم ( ولد في رغبة عام 1357) يصف الطبيعة المحيطة برغبة (48):

تتوسط “رغبة” منطقة حوضية منبسطة تقبع في حضن جبل طويق من الغرب الذي يشرف عليها بهامات جليلة هي حافاته المتكسرة وهي علامات وشواخص بارزة وسط مظاهر الصحراء الرتيبة، وينحدر السطح بصفة عامة تجاه الغرب.

ويمكن تقسيم مظاهر السطح إلى أربعة أقسام رئيسية هي:

1-المرتفعات : وتتمثل في

أ-جبل طويق في الشرق ويحوي كثيراً من الخشوم التي تطل على بلدة رغبة ومن أهمها خشم الحصان أكبر أنوف طويق وأشهرها ومنها خشم التراب، وخشم الحصّين , وخشم الأصبع وخشم المقيود.

قال فهد بن منصور آل هويمل (توفى عام 1354هـ) هذه الأبيات يصف خشم الحصان حينما كان في ضرماء:(50)

ب- جبل الغرابة في الشمال الشرقي وهو معلم بارز من معالم رغبة .
ج- جبل عريض في الجنوب وفيه “غار بدها” الذي تحاك حوله القصص والروايات وفيه عدد من الثنايا أهمها ثنية عريض .

قال عبيد بن جعفر الجريسي (ولد في رغبة وتوفي بها عام 1355هـ) يصف جبل عريض :

2- الكثبان الرملية :

وتتمثل في نفود أو “عريق رغبة” كما يسميه أهل البلدة وهو كثيب رملي يحاذي البلدة من جهتها الغربية وتقدر مساحته بـ 50 كلم مربع تقريباً .

3- السهول :

وتقع حول رغبة رياض ومراتع مشهورة من أهمها أم الشقوق، الرويض، النسوان، التحيضة ، السباعة، أم سدر، آل كثير، البردان ، الطريف ، أم رغل ، الذعاليق وغيرها من الرياض .

قالت الشاعرة / فضة العجلان في وصف خشم الحصان والسهول المحيطة

4-الأودية والشعاب:

تتعدد مجاري السيول في رغبة كثيراً نظراً لتعدد المرتفعات الجبلية المحيطة بها , إذ ينحدر من الحافة الغربية لجبال طويق الكثير من الأودية التي حفرت فيها مجاريها العليا بقوة لتعبر المنطقة السهلية متجهة نحو الغرب, كما ينحدر من جبل عريض بعض الأودية نحو الشمال ثم تتابع سيرها نحو الغرب، كذلك تهبط بعض الأودية من جبل الغرابة في الشمال ، ومعظم هذه الأودية ينتهي عند سبخة القصب.

نفود رغبة

ويمر برغبة وما حولها عدد من الأودية والكثير من الشعاب (أغلبها يأتي من الشرق), وهذه الأودية لها أهمية عظيمة حيث تنشأ على مجاريها الدنيا روضات ومراع تتوق إليها الصحراء قبل أن تنتهي المياه سريعاً في الرمال, وأشهر هذه الأودية وادي خشم الحصان، ووادي خشم التراب، ووادي الحصين ، وشعيب المعترضة، والطرفية ، والسباعة، وغيرها كثير.

شعيب خشم الحصان

غدير ماء

قالوا في رغبة :

قال عبدالرحمن بن محمد بن علي آل سحيم من قصيدة له يمدح أهل بلدته

وقال عبدالله بن سعد آل عجلان الملقب بالبرازي وهو من شعراء رغبة البارزين توفي في الستينات من القرن الماضي .

يقيم السكان في رغبة قديماً في حيين رئيسيين هما حي الحزم وحي نبعة فهما المقر الدائم لسكان البلدة إضافة إلى مقر ثالث موسمي يقطنه أهل رغبة في مواسم الأمطار وهو سحق رغبة أو مايسمى بالبطين .

منزل من الداخل

بعض اثار حي الحزم

بعض من تولى أمارة بلدة رغبة :

عبدالعزيز آل حمد العريني : معاصر للملك عبدالعزيز.
عبدالعزيز بن خريف : تولى الإمارة مرتين .
ابن رويشد, عبدالعزيز بن راشد الحقباني : دوسري من أهل الخرج .
عبدالعزيز بن خريف : في ولايته الثانية .
عبدالعزيز بن محمد بن عجلان الهذلي .
ناصر بن عبدالعزيز آل ربيق الخالدي وهو آخر من انتهت إليه إمارة رغبة من أهلها .

التعليم في رغبة :
مر التعليم في رغبة بمرحلتين :

المرحلة الأولى : مرحلة الكتاتيب التي يتعلم فيها الصبيان القرآن الكريم والقراءة والكتابة إضافة إلى علوم الحساب مما يؤهلهم للترقي في طلب العلم والمعرفة ، وقد كان مقر هذه الكتاتيب في المساجد أو في غرف ملحقة بالمساجد أو في المنازل، ويتم تمويلها من قبل الأهالي وأولياء أمور الطلبة الذين يسهمون قدر استطاعتهم في تحمل نفقات هذه المدارس . ويقوم بالتدريس فيها عادة إمام المسجد أو المؤذن أو غيرهما ويشترط أن يكون على علم وحفظ لكتاب الله عز وجل .

المسجد الطالعي من الداخل

ومن أشهر الكتاتيب في رغبة :
كتّاب الشيخ حمد المزيني .
كتّاب الشيخ الراجحي .
كتّاب الشيخ إبراهيم الحميدي .
كتّاب الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن عمر .
كتّاب الشيخ عبدالرحمن بن سليمان بن رشيد.
كتّاب الشيخ يوسف بن سعد بن عجلان .
كتّاب الشيخ دهيش بن سعد المزيني .
كتّاب الشيخ عبدالله بن فهد العجلان .
كتّاب الشيخ محمد بن عبدالله بن عمار.
كتّاب الشيخ إبراهيم بن ناصر بن مزيعل .

الحياة الشعرية في رغبة
اعتنى العرب بالشعر منذ القدم فكانوا يحفظونه ويروونه جيلاً بعد جيل , فهو ديوانهم الذي يسجل مفاخرهم ويعبر عن مكنونات أنفسهم , وقد حفلت رغبة بعدد من الشعراء الذين حفظوا بعضاً من تاريخها وعبروا عن مشاعرهم نحوها بلهجتهم العامية .

ومن أبرز شعراء رغبة :
1- عبدالله بن سعد العجلان الملقب بالبرازي.
2- إبراهيم بن قاسم .
3- عبدالعزيز الفليج .
4- سعود بن عبدالعزيز الفليج.
5- سعود بن عبدالله الفليج .
6- يحيى الحميدي .
7- عبدالله بن يحيى الحميدي.
8- عبدالله بن محمد الجريسي.
9- راشد بن محمد الهويمل .
10- عبدالله بن منصور المنصور.
11- محمد بن سعد بن عبدالله العجلان .
12- عجلان بن سعد العجلان.
13- فهد بن عجلان العجلان.
14- عبدالله بن فهد بن جلعود السهلي .
15- عبيد بن جعفر الجريسي.
16- فهد بن عجلان الملقب (عقيف) .
17- فهد بن سعد بن عجلان الملقب (الشبوحي).

ومن النساء الشاعرات :
1- فضة العجلان الملقبة بالبرازية .
2- هيا الحميدي .
3- هيا السحيم .

أسلوب إنشاء المباني التقليدية :

مسجد الطالعي بحي الحزم

أبرز المعالم الأثرية في رغبة:-

برج المرقب

عند تأملك لبرج المرقب برغبة ، الذي يعد من الآثار المشهورة بنجد, يتبين لك أن البرج لم يكن مجرد معلم أثري فقط بل كانت طريقة بنائه والأسلوب المعماري المتبع في إنشائه ينم عن ذوق معماري رفيع في ذلك الحين ، إذ يعد صرحاً معمارياً يدل على نظرة ثاقبة برعت في تصور هذا الهيكل ليؤدي أكثر من وظيفة, وأن هذا البناء صنعته أيدٍ ماهرة ذات خبرة عالية في تنفيذ ما تصورته في ذلك الزمن، ومما يثير دهشتك وإعجابك طريقة إنشائه ، حيث بني بطريقة هندسية متكاملة متناسقة ، تؤدي الغرض الذي أنشئ من أجله في زمن لم تكن النظريات الهندسية شائعة مثل ما هي عليه الآن من الحسابات المدروسة واتباع المدارس الإنشائية , فالهندسة المعمارية فن ، وهذا الصرح دليل حي قوي على أن الهندسة حقاً فنٌ وذوق إذ ينم عن ذكاء لامع أدى إلى إبداعه ، ففي وقتنا الحاضر لا يتم إنشاء أي مبنى إلا حسب نظريات هندسية وقوانين وحسابات دقيقة لكل جزء من أجزاء المبنى ، ومثل هذا البناء المرتفع والشاهق في زمنه ، إذا مانظرنا إليه نظرة فنية أو هندسية فإنه يتملكنا العجب, إذ كيف تم تصور ضغط الرياح على بناء بهذا الارتفاع؟
وكيف تم حساب تحمل التربة التي ستحمل هذا الوزن على مساحة القاعدة مثلاً؟ ومما يثير إعجابك أكثر عندما ترى قياساته على الطبيعة فتلاحظ أنها استوفت كامل الشروط الهندسية بشكل صحيح ، مكنت البناء من المحافظة على كيانه وهيكله المعماري ، ومع أنه تم ترميمه أكثر من مرة إلا أن هيكله هو الأساس ودقة قياساته هي التي ساهمت في بقائه شامخاً حوالي القرن والنصف ، متحدياً العوامل البيئية والجغرافية ليكون شاهداً على فترة حضارية ضمتها هذه المنطقة المتميزة في قلب الجزيرة العربية .

مقطع تفصيلي للمرقب

1- قطر البرج من الأسفل (من الخارج) 4,70م
2- محيط البرج من الأسفل (من الخارج) 15,00م
3- قطر البرج من الأعلى (من الخارج )1,55م
4- قطر البرج من الأعلى (من الداخل) 0,85م
5- محيط البرج من الأعلى (من الخارج ) 4,85م
6- القاعدة السفلية للبرج بطول 11,60م وعرض 11,40م وارتفاع 1,70م
7- ارتفاع البرج كله مع القاعدة السفلية 22,00م من منسوب الأرض الطبيعية .

واجهة برج المرقب

وقد كان البرج يستخدم للمراقبة إذ يختص شخص يسمى (الرقيب) بصعود البرج لمراقبة القادمين إلى البلدة وإشعار أهلها إذا كان هناك خطر أو غزو ، كما كان يراقب الرعاة في الرياض التي حول البلدة ولايعلم أن أحداً من أهل رغبة فقد شيئاً من إبله أو غنمه إذ كان الرقيب بالمرصاد لكل من يحاول السطو على شيء منها .

وقد تغنى بالبرج عدد من الشعراء منهم عبدالعزيز بن محمد آل قاسم الذي يقول:

مناظر من رغبة

الصورتين الاخيرتين لروضة أم الشقوق وهو المكان المفضل وقت الربيع.