لا فـرق

لا فـرق

منذ أن وعيت على الدنيا، وبدأت أدرك تفاصيل الحياة الصغيرة بحكم السن، وحينما كنت ألعب مع أقراني من أبناء الأقارب الذين كنت أنظر إليهم بذات الدرجة من المحبة والقربى، فلا فرق بين (عيدي وعجلاني) إذ هم عائلة واحدة مع اختلاف الاسم فقط، فالجد واحد والسيرة مشتركة والنسب قائم، وإن عاشوا في مدن متفرقة بحكم العمل والتجارة.
ازددت علما بالقرابة وقوتها مع حكايات الأباء والأجداد التي كانوا يروونها في المجالس، ونحن صغار صامتون، نصغي بكل فضول إلى القصص والمواقف التي تؤكد النخوة وحمأة الدم في الملمات وحالات السطو التي يقوم بها بعض العرب على أطراف قريتنا البرة أبان السنوات الأولى من حكم الملك عبدالعزيز يرحمه الله، بالرغم من قلة المال وضعف الحال التي كان عليها أهلنا الاوائل، إلا أنهم لم يرضوا بالذل والخنوع والهزيمة من أي طرف كان، وكان الرجل يرفع صوته كي تتنادى الحمولة بالنصرة جميعا، كلٌ حسب مايملك من سلاح ودابة ليلحقوا بالركب المغير والهارب ويردوا متاعهم المنهوب.
ازدادت وشائج القربى رسوخا مع الأباء الذين كانوا حاضرين في كل الأحوال والمناسبات، في الأفراح والأحزان، وتتابع الوفاء مع أبناء العائلة من الأجيال الجديدة، حتى علم قاصي الناس قبل دانيهم عمق العلاقة (العيجلانية)، فكانت مبادرات الوفاء الاجتماعية في اجتماع العائلة السنوي منذ أيام العم (محمد السعد العجلان) يرحمه الله في مزرعته في الخرج بمناسبة عيد الفطر المبارك، وتبعه أبناؤوه البررة من بعده، ثم جاء أبن العم (عجلان بن عبدالعزيز واخوانه) في الاجتماع العائلي في عيد الأضحى المبارك.
واكتملت المبادرات بإنشاء موقع (العجلان والعيد) الإلكتروني، ورسائل الجوال، وصندوق الأسرة بشقيه الصدقة والزكاة لتجسد جميعها المعنى الحقيقي للتكافل الأسري في أبهى مظاهره الذي أوصانا به الدين الحنيف.
كيف لي أن أفرق بين عيد وعجلان ؟